يصف وضع صناعة الدواجن والثروة الحيوانية في بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا استمرار الطلب على منتجات الدواجن من اللحوم والبيض مع زيادة النمو السكاني في هذه البلدان. زيادة عدد السكان وارتفاع الدخل تجعل منتجات الدواجن من اللحم والبيض أكثر استهلاكًا من منتجات لحوم البقر والأغنام.
الدواجن في الشرق الأوسط
لا تزال صناعة الدواجن في الشرق الأوسط تشهد نموًا كبيرًا في العقد الحالي بالإضافة إلى صعودها في العقدين الماضيين. أصبحت صناعة الدواجن في الوقت الحاضر أكثر مهنية وإنتاجية من ذي قبل ، من حيث استخدام التقنيات الحديثة والأتمتة في مشاريع الدواجن ، والطفرة الاستثمارية في صناعة الدواجن مع مكافحة الأمراض وتقليل الهدر ونسب النفوق في هذه المشاريع الكبرى.
لقد زاد استهلاك لحوم الدواجن في الشرق الأوسط بنسبة 5٪ في السنوات القليلة الماضية ، وتدعم الحكومات في الشرق الأوسط بسخاء لتمكين صناعة الدواجن ومواكبتها بطريقة تحقق عوائد أكبر أسوة بالدول الكبيرة ذات الجودة العالية والمهنية في إدارة مشاريع الدواجن مثل الولايات المتحدة والبرازيل وأوكرانيا وفرنسا وغيرها. لكن الشرق الأوسط لا ينتج ما يكفي حتى الآن من الدواجن لتحقيق الاكتفاء الذاتي أو حتى سد الفجوة بين العرض والطلب ، بسبب مستوى المخاطر في هذه الصناعة والأزمات التي تواجهها ، مثل معدلات النفوق وأمراض الطيور وتكلفة مدخلات صناعة الدواجن مثل أعلاف الدواجن واللقاحات البيطرية.
إنتاج الدواجن في المملكة العربية السعودية
أدت الزيادة السكانية في المملكة العربية السعودية إلى ارتفاع الطلب فوق ارتفاعاته السابقة على لحوم الدواجن ومنتجاتها ، حيث تعتبر لحوم الدواجن ومنتجات الدواجن الأكثر طلبًا في المملكة من بين مصادر البروتين الحيواني ،ومن المتوقع أن يصل استهلاك لحوم الدواجن إلى 1.5 مليون طن في العامين المقبلين.
تستورد المملكة العربية السعودية الدواجن من الدول الرئيسية المنتجة للدواجن مثل البرازيل وفرنسا لتلبية الاحتياجات نتيجة العرض والطلب ، حيث يصعب على مربي الدواجن المحليين منافسة تكاليف الدواجن المستوردة ، وذلك بسبب تكاليف صناعة الدواجن وعلى وجه التحديد مدخلات صناعة الدواجن مثل الأعلاف والتي تمثل حوالي 70٪ من تكلفة إنتاج الدواجن. تغطي حاجة البلاد إلى لحوم الدواجن عمالقة صناعة الدواجن في المملكة العربية السعودية ، مثل ؛ شركة فقيه للدواجن ، شركة المراعي “دجاج اليوم” ، شركة التنمية الغذائية ، شركة دواجن الوطنية ، شركة أراسكو “دجاج إنتاج” حيث تستحوذ على حصة تقارب 50٪ من إنتاج الدواجن في المملكة العربية السعودية بتزويد الأسواق المحلية بملايين الطيور الطازجة يومياً ومليارات من بيض المائدة بشكل سنوي.
تصنف المملكة العربية السعودية ثالث دولة عالمياً في معدل استهلاك الفرد للحوم الدواجن، حيث يبلغ استهلاك الفرد سنوياً من لحوم الدواجن 50 كيلوغرام. وقد أشارت وزارة البيئة والمياه والزراعة في تقرير لها صدر مؤخراً عن وصول نسبة الاكتفاء الذاتي من لحوم الدواجن المنتجة محلياً ما نسبته 60% وذلك في الربع الأخير من 2021. وتطمح المملكة العربية السعودية في الوصول إلى نسبة 80% من الاكتفاء الذاتي في قطاع الدواجن بحلول العام 2025.
تستثمر حكومة المملكة العربية السعودية في العديد من الابتكارات والحلول لتنمية المحتوى المحلي من الدواجن وذلك عبر تقديم الدعم للقطاع الخاص من شركات الدواجن وذلك لزيادة الانتاج المحلي ورفع طاقة مشاريع الدواجن لتحقيق اهداف ضمن مجموعة اهداف حددتها الخطة الاستراتيجية للأمن الغذائي. تقدم منظومة البيئة والمياه والزراعة ممثلة في صندوق التنمية الزراعية تسهيلات وأراض وقروض للمزارعين ومربي الدواجن تصل إلى 70% من رأس المال المستثمر في مشروع الدواجن، وذلك بشرط تطبيق التقنيات الحديثة في تلك الاستثمارات والتي ترفع وتعزز كفاءة الإنتاج وتحد بشكل كبير من الخسائر وظهور أي مخاطر وعلى وجه الخصوص مخاطر الأمن الحيوي والتي تهدد وتعتبر المشكلة الأساسية التي تواجهها جميع مشاريع الثروة الحيوانية والدواجن، والتي قد تؤدي في حصولها الى نفوق الملايين او الالاف من الطيور في المشاريع دون إمكانية السيطرة عليها بشكل تام في حال حدوثها.
إنتاج الدواجن في شمال أفريقيا
تتزايد الحاجة في إفريقيا لتقنيات أكثر حداثة في الزراعة وتربية الدواجن بسبب زيادة الهجرة من الريف إلى المدن الكبرى نتيجة البحث عن فرص عمل وحياة أفضل. النمو السكاني كبير جدًا في إفريقيا ويستمر كما هو الحال في نيجيريا ، التي تضم ثالث أكبر عدد سكان في العالم.
يأتي مع ذلك ارتفاع الطلب على المنتجات الغذائية ، والتي أصبحت مطلوبة بشدة في البلدان الأفريقية نتيجة التحضر وانتقال جزء كبير من السكان للعيش في المدن الحضرية الكبرى. كان هناك توسع في مجموعات الوجبات السريعة المحلية والدولية في السنوات الخمس الماضية التي تستخدم فيها منتجات الدواجن على نطاق واسع. وقد أدى ذلك إلى مضاعفة الطلب المرتفع على منتجات الدواجن ، مع زيادة الضغط على مربي الدواجن المحليين للمنافسة ومواكبة الطلب. وقد أدى ذلك أيضًا إلى دخول استثمارات جديدة في صناعة الدواجن نتيجة للفرص التي توفرها الحكومات لتلبية الحاجة إلى منتجات الدواجن.
إنتاج الدواجن في المغرب
ارتفعت نسبة إنتاج الدواجن في المغرب إلى 7.7٪ خلال السنوات الأربع الماضية ، نتيجة السلوك الاستهلاكي المتزايد في المغرب ، حيث يستهلك المغاربة حوالي 21 كيلوغرامًا من لحوم الدواجن سنويًا.
في المغرب ، يبدو أن معادلة إنتاج الدواجن مقلوبة إلى حد ما ، حيث يأتي معظم إنتاج الدواجن من صغار المزارعين في الريف أو الحدائق المنزلية ، حيث يتم تربية الدواجن وإنتاجها ونقلها إلى الأسواق المحلية. لا توجد شركات كبيرة في المغرب تغطي حاجة السوق وتستحوذ على حصة سوقية كبيرة كما هو الحال في البلدان الأخرى. ومع ذلك ، وبسبب أسعار الدواجن الرخيصة المستوردة من دول مثل الصين وبعض الدول الأوروبية ، يصعب على صغار مزارعي الدواجن المحليين المنافسة والحفاظ على إنتاجهم واستمراريتهم في ظل غياب الدعم الحكومي لهذه الصناعة.
تم مؤخرا توقيع اتفاقية بين الولايات المتحدة والمغرب للسماح لأول مرة باستيراد الدواجن الأمريكية ومنتجاتها لتلبية حاجة السوق المغربية لاستهلاك الدواجن. إلا أن مزارعي الدواجن المحليين انزعجوا من هذه الخطوة التي تهدد بشكل خطير إنتاجهم وبيع الدواجن والمنافسة مع الدواجن المستوردة.
سوف تستضيف الرياض معرض الشرق الاوسط للدواجن 2023 في نسخته الثانية في الفترة من 3 وحتى 5 مايو بمركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض، وذلك بمشاركة متوقعة لأكثر من 150 عارضاً من 30 دولة حول العالم. سوف يستعرض العارضون الدوليون آخر التقنيات الحديثة في إدارة حظائر الدواجن و مسالخ الدواجن و أساليب ومعدات تربية الدواجن الأرضية أو في البطاريات، وكذلك آخر الحلول والمستجدات في مجال صحة الدواجن و تحصين الطيور بالإضافة إلى منتجات الأعلاف والإضافات العلفية. شهد معرض الشرق الأوسط للدواجن 2022 زيارات محلية وإقليمية ودولية من رجال أعمال ومستثمرين في صناعة الدواجن، حيث وصل عدد الزوار 6500 زائر على مدار ثلاثة أيام من 54 دولة حول العالم. هذا وقد صاحب المعرض مؤتمر الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للدواجن من تنظيم الجمعية العالمية لعلم الدواجن وبرعاية وزارة البيئة والمياه والزراعة، وقد شارك فيه أكثر من 60 متحدثاً مختصاً في الدواجن من دول؛ الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، التشيك، مصر، باكستان، السودان وبحضور تجاوز 1300 باحث ومختص في القطاع الحيواني والداجني.